والصلاةوالسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم
فضل شهر رمضان
اولاً : فيه خير ليلة من ليالي السنة
، وهي ليلة القدر . قال تعالى: { إنا أنزلناه في ليلة القدر . وما
أدراك ما ليلة القدر . ليلة القدر خير من ألف شهر . تنزّل الملائكة
والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر . سلام هي حتى مطلع الفجر } سورة
القدر . فالعبادة في هذه الليلة خير من عبادة ألف شهر .
ثانياً : أُنزلت فيه أفضل الكتب على
أفضل الأنبياء عليهم السلام. قال تعالى:
{ شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس
وبيّنات من الهدى والفرقان } البقرة / 158 .
وروى أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أُنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان
، وأُنزلت التوراة لِسِتٍ مضت من رمضان ، وأُنزل
الإنـجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان ،
وأُنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان ،
وأُنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان ) . حسنه الألباني .
ثالثاً : هذا الشهر تُفتح فيه أبواب الجنة
وتُغلق أبواب جهنم وتُصفَّد الشياطين: فعن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جاء رمضان فتحت
أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين ) متفق عليه. وروى النَّسائي
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم
وسلسلت الشياطين ) صححه الألباني . وروى الترمذي وابن ماجه
وابن خزيمة في رواية : ( إذا كان أول ليلة في شهر رمضان صُفِّدت
الشياطين ومَرَدَة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب ،
وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي منادٍ : يا باغي الخير
أقبل، ويا باغي الشر أقصر . ولله عُتقاء من النار وذلك كل ليلة ) حسنه
الألباني .
فإن قيل : كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة
في رمضان كثيراً
فلو صُفدت الشياطين لم يقع ذلك ؟ فالجواب :
أنها إنما تَقِل عن الذي حافظ على شروط الصيام وراعى
آدابه . أو أن المُصفَّد بعض الشياطين وهم المَرَدة لا كلُّهم . أو المقصود
تقليل الشرور فيه وهذا أمر محسوس ، فإنَّ وقوع ذلك فيه أقل
من غيره، إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية
لأن لذلك أسباباً غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات
القبيحة والشياطين الإِنسية . الفتح 4/145.
رابعاًَ : فيه كثير من العبادات ، وبعضها لا توجد
في غيره كالصيام والقيام وإطعام الطعام والاعتكاف والصدقة
وقراءة القرآن .